فصل: حرف التاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


3236 - ‏(‏تجاوزوا عن ذنب السخي‏)‏ أي تساهلوا وخففوا فيه ‏(‏وزلة العالم‏)‏ العامل بقرينة ذكر العدل فيما بعده ‏(‏وسطوة السلطان العادل‏)‏ في أحكامه ‏(‏فإن اللّه تعالى آخذ بيدهم كلما عثر عاثر منهم‏)‏ لما أنهم مشمولون بعنايته كما مرّ‏.‏

- ‏(‏خط عن ابن عباس‏)‏‏.‏

3237 - ‏(‏تجاوزوا لذوي المروءة‏)‏ بالهمزة وتركه الإنسانية والرجولية والتخلق بخلق أمثاله ‏(‏عن عثراتهم والذي نفسي بيده‏)‏ أي بقدرته وإرادته وتصريفه ‏(‏إن أحدهم ليعثر وإن يده لفي يد اللّه‏)‏ تعالى يعني ينعشه من عثرته ويسامحه في ‏[‏ص 229‏]‏ زلته‏.‏

- ‏(‏ابن المزربان‏)‏ في معجمه ‏(‏عن جعفر بن محمد‏)‏ بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف بالصادق ففيه إمام صدق ثبت ‏(‏معضلاً‏)‏‏.‏

3238 - ‏(‏تجب الصلاة‏)‏ أي الصلوات الخمس ‏(‏على الغلام‏)‏ أي الصبي ومثله الصبية ‏(‏إذا عقل والصوم‏)‏ أي ويجب صوم رمضان ‏(‏إذا أطاق صومه والحدود‏)‏ أي وتجب إقامة الحدود عليه إذا فعل موجبها ‏(‏والشهادة‏)‏ أي وتجب شهادته أي قبولها إذا شهد ‏(‏إذا احتلم‏)‏ أي إذا بلغ سن الاحتلام أو خرج منيه وما ذكر من وجوب الصلاة والصوم بالتمييز والإطاقة لم أر من أخذ به من الأئمة‏.‏

- ‏(‏الموهبي‏)‏ بفتح الميم وسكون الواو وكسر الهاء وباء موحدة نسبة إلى موهب بطن من المغافر وهو عمارة بن الحكم بن عباد المغافري الاسكندراني كان فاضلاً صالحاً صاحب تآليف ‏(‏في‏)‏ كتاب فضل ‏(‏العلم عن ابن عباس‏)‏ وفيه جويبر بن سعيد الأزدي قال ابن معين‏:‏ لا شيء والنسائي متروك وساق له في الميزان هذا الخبر‏.‏

3239 - ‏(‏تجب الجمعة على كل مسلم إلا امرأة أو صبياً أو مملوكاً‏)‏ بين ذلك أن وجوب الجمعة يختص بالذكور فخرج به المرأة ومثلها الخنثى فلا تلزمهما والبالغين فخرج بذلك الصبي، الأحرار فخرج القن، وكذا المبعض، ويشترط مع ذلك الإقامة فلا تلزم المسافر لكن تستحب له وللعبد والصبي‏.‏

- ‏(‏الشافعي‏)‏ في المسند ‏(‏هق عن رجل‏)‏ من الصحابة ‏(‏من بني وائل‏)‏ بفتح الواو وسكون الألف وكسر المثناة التحتية قبيلة معروفة قال الذهبي في المهذب‏:‏ فيه إبراهيم بن أبي يحيى واه‏.‏

3240 - ‏(‏تجد المؤمن مجتهداً فيما يطيق‏)‏ من صنوف العبادات وضروب الخيرات ‏(‏متلهفاً‏)‏ أي مكروباً ‏(‏على ما لا يطيق‏)‏ فعله من ذلك كالصدقة كفقد المال والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعدم وجود شرطه والمراد أن المؤمن هذا خلقه وهذه طبيعته وعادته‏.‏

- ‏(‏حم في الزهد‏)‏ أي في كتاب الزهد له ‏(‏عن عبيد بن عمير‏)‏ بتصغيرهما هو الليثي قاضي مكة قال الديلمي‏:‏ تابعي ثقة ‏(‏مرسلاً‏)‏‏.‏

3241 - ‏(‏تجدون الناس معادن‏)‏ أي أصولاً مختلفة ما بين نفيس وخسيس كما أن المعدن كذلك ‏(‏فخيارهم في الجاهلية‏)‏ هم ‏(‏خيارهم في الإسلام‏)‏ قال الرافعي رحمه اللّه‏:‏ وجه الشبه أن اختلاف الناس في الغرائز والطبائع كاختلاف المعادن في الجواهر وأن رسوخ الاختلاف في النفوس كرسوخ عروق المعادن فيها وأن المعادن كما أن منه ما لا تتغير صفته فكذا صفة الشرف لا تتغير في ذاتها بل من كان شريفاً في الجاهلية فهو بالنسبة إلى أهل الجاهلية رأس فإن أسلم استمر شرفه فكان أشرف ممن أسلم من المشروفين في الجاهلية ثم لما أطلق الحكم خصه بقوله ‏(‏إذا فقهوا‏)‏ بضم القاف على الأجود ذكره أبو البقاء أي صاروا فقهاء ففيه إشارة إلى أن نوع الإنسان إنما يتميز عن بقية الحيوان بالعلم وأن الشرف الإسلامي لا يتم إلا بالفقه وأنه الفضيلة العظمى والنعمة الكبرى والمراد بالخيار في هذا ونحوه من كان متصفاً بمحاسن الأخلاق كالكرم والفقه والحلم وغيرها متوقياً لمساوئها كالبخل والفجور والظلم وغيرها ‏(‏وتجدون خير الناس في ‏[‏ص 230‏]‏ هذا الشأن‏)‏ أي الخلافة أو الإمارة ‏(‏أشدهم له كراهية‏)‏ يعني خيرهم ديناً وعقلاً يكره الدخول فيه خوفاً منه لصعوبة لزوم العدل وحمل الناس على دفع الظلم ‏(‏قبل أن‏)‏ وفي رواية حتى ‏(‏يقع فيه‏)‏ فإذا وقع فيه قام بحقه ولا يكرهه أو معناه من لم يكن راغباً فيه إذا حصل له بلا سؤال تزول كراهته لما يرى من عون اللّه له فيأمن على دينه أو معناه أن العادة جرت بذلك وأن من حرص على شيء ورغب في طلبه قلما يحصل له ومن أعرض عنه وقلت رغبته فيه حصل له غالباً أو المراد بالشأن الإسلام أي تجدون خير الناس أكثرهم كراهية للإسلام كعمر وعكرمة وأضرابهما ممن كان يكره الإسلام أشد كراهة فلما دخله أخلص وقال الطيبي‏:‏ من خير الناس ثاني مفعول تجد والأول قوله أشدهم ولما قدم المفعول الثاني أضمر في الأول الراجع إليه كقولك على التمرة مثلها زبداً ويجوز أن يكون المفعول الأول خير الناس على مذهب من يجوّز زيادة من في الإثبات ‏(‏وتجدون شر الناس‏)‏ وفي رواية بزيادة من يوم القيامة ‏(‏عند اللّه ذا الوجهين‏)‏ وفسره بأنه ‏(‏الذي‏)‏ يشبه المنافق ‏(‏يأتي هؤلاء‏)‏ القوم ‏(‏بوجه ويأتي هؤلاء‏)‏ القوم ‏(‏بوجه‏)‏ فيكون عند ناس بكلام وعند أعدائهم بضده ‏{‏مذبذبين بين ذلك‏}‏ وذلك من السعي في الأرض بالفساد أي إذا لم يكن لإصلاح ونحوه وشمل من يظهر الخير والصلاح وإذا خلا خلا بالمعاصي القباح‏.‏ قال القرطبي‏:‏ إنما كان شر الناس لأن حاله حالة المنافق إذ هو يتملق بالباطل وبالكذب مدخل للفساد بين الناس وقال النووي‏:‏ هو الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها فيظهر لها أنه منها ويخلف لضدها وصنيعه نفاق محض وخداع بحت وتحيل على الاطلاع على أسرار الفريقين وهي مداهنة محرمة أما بقصد الإصلاح فمحمود وقوله ذا الوجهين ليس المراد به الحقيقة بل هو مجاز عن الجهتين كالمدحة والمذمة قال تعالى ‏{‏وإذا لقوا الذين آمنوا‏}‏ الآية‏.‏

- ‏(‏حم ق‏)‏ في الأدب والفضائل ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ رضي اللّه عنه‏.‏

3242 - ‏(‏تجري الحسنات على صاحب الحمى ما اختلج عليه قدم أو ضرب عليه عرق‏)‏ يعني يكتب له بكل اختلاج أو ضرب حسنة وتكثر له الحسنات بتكثر ذلك وفيه ردّ على من زعم أن المرض ونحوه من المصائب إنما يحصل به التكفير لا الأجر وإنما يحصل بالصبر والرضا قال ابن حجر‏:‏ والأولى حمل الإثبات والنفي على حالين فمن له ذنوب أفاد المرض تمحيصاً ومن لا ذنوب له يكتب له بقدره من الأجر ولما كان الأغلب من بني آدم وجود الخطايا فيهم أطلق من أطلق أن المرض كفارة ومن أثبت الأجرية يحمل على تحصيل ثواب يعادل الذنب فإن لم يكن توفر للمريض الثواب‏.‏

- ‏(‏طب عن أبيّ‏)‏ بن كعب قال الهيثمي‏:‏ فيه محمد بن معاذ ابن أبي كعب عن أبيه وهما مجهولان كما قال ابن معين وغيره‏.‏

3243 - ‏(‏تجعل النوائح‏)‏ من النساء جمع نائحة ‏(‏يوم القيامة‏)‏ في الموقف ‏(‏صفين صف عن يمينهم وصف عن يسارهم‏)‏ يعني أهل النار كما يدل عليه قوله ‏(‏فينبحن على أهل النار كما تنبح الكلاب‏)‏ جزاء بما كانوا يعملون في الدنيا وهذا وعد شديد يفيد أن النوح كبيرة‏.‏ قال البلخي‏:‏ من أصيب فمزق ثوباً أو ضرب صدراً أو نتف شعراً فكأنما أخذ رمحاً ليقاتل به اللّه ومات ابن لابن المبارك فعزاه مجوسي فقال‏:‏ ينبغي للعاقل أن يفعل اليوم ما يفعله الجاهل بعد أسبوع فقال ابن المبارك‏:‏ اكتبوا هذه‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في التاريخ ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ ورواه الطبراني في الأوسط قال الهيثمي‏:‏ وفيه سليمان بن داود اليماني ضعيف‏.‏

‏[‏ص 231‏]‏ 3244 - ‏(‏تجوّزوا‏)‏ أي خففوا ‏(‏في الصلاة‏)‏ أي صلاة الجماعة والخطاب للأئمة بقرينة قوله ‏(‏فإن خلفكم الضعيف والكبير وذا الحاجة‏)‏ والإطالة تشق عليهم فإن صلى الإنسان لنفسه فليطول ما شاء وكذا إمام محصورين راضين‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن عباس‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ رجاله ثقات اهـ‏.‏ وقال الديلمي‏:‏ حديث صحيح أورده الأئمة الكبار‏.‏

3245 - ‏(‏تجيء ريح‏)‏ أي طيبة كما في رواية ‏(‏بين يدي الساعة‏)‏ أي قدامها قريباً منها ‏(‏فيقبض فيها روح كل مؤمن‏)‏ حتى لا يقال في الأرض اللّه اللّه‏.‏

- ‏(‏طب ك عن عياش‏)‏ بفتح المهملة وشد التحتية وآخره معجمة ‏(‏ابن أبي ربيعة‏)‏ المغيرة بن عبد اللّه بن مخزوم القرشي المخزومي واسم أبيه عمرو ويلقب ذا الرمحين أسلم قديماً وهاجر الهجرتين‏.‏

3246 - ‏(‏تحرم الصلاة‏)‏ التي لا سبب لها متقدم ولا مقارن ‏(‏إذا انتصف النهار‏)‏ أي عند الاستواء كل يوم ‏(‏إلا يوم الجمعة‏)‏ فإنها لا تحرم فيه ولو لمن لم يحضرها وهذا الحديث وإن كان فيه مقال لكنه اعتضد بخبر يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحداً طاف أو صلى في هذا المسجد أية ساعة شاء من ليل أو نهار‏.‏

- ‏(‏هق عن أبي هريرة‏)‏ ظاهر كلام المصنف أن البيهقي خرَّجه وسكت عليه والأمر بخلافه بل قال إسناده ضعيف وتبعه الذهبي قالا‏:‏ وفي الباب عمر وابنه وأبو سعيد‏.‏

3247 - ‏(‏تحروا‏)‏ بفتح أوله اطلبوا باجتهاد وهو بمعنى قوله في الحديث السابق التمسوا فكل منهما بمعنى الطلب والقصد لكن التحري أبلغ لاقتضائه الطلب بجد واجتهاد ‏(‏ليلة القدر‏)‏ بسكون الدال قال التوربشتي‏:‏ إنما سكنت وإن كان الشائع في القدر الذي هو قرين القضاء فتحها إيذاناً بأنه لم يرد به ذلك فإن القضاء سبق الزمان وإنما أريد به تفصيل ما جرى به القضاء وتبيينه وتحديده في المدة التي بعدها إلى مثلها من قابل ليحصل ما يلقى إليهم فيها مقداراً بمقدار ‏(‏في الوتر من ليالي العشر الأواخر من رمضان‏)‏ أي تعمدوا طلبها فيها والتحري القصد والاجتهاد في الطلب والعزم على تخصيص الشيء بالقول والفعل‏.‏

- ‏(‏حم ق‏)‏ في الصوم ‏(‏ت عن عائشة‏)‏ وفي الباب ابن عمر وابن عمرو وغيرهما‏.‏

3248 - ‏(‏تحروا ليلة القدر في السبع الأواخر‏)‏ قال التوربشتي‏:‏ يحتمل أن يراد بها السبع التي تلي آخر الشهر وأن يراد السبع بعد العشرين وحمله على هذا مثل لتناوله إحدى وعشرين وثلاثاً وعشرين وهذا لا ينافي حديث فالتمسوها في العشر الأواخر لأنه لم يحدث بميقاتها مجزوماً قال ابن رجب‏:‏ انتهاء بيان المصطفى صلى اللّه عليه وسلم لليلة القدر إلى أنها في السبع الآخر وهذا مما يستدل به من رجح ليلة ثلاث وعشرين على أحد وعشرين فإنها ليست من السبع الأواخر وأول السبع الأواخر ليلة ثلاث وعشرين على حساب نقص الشهر دون تمامه لأنه المتيقن وقيل يحسب تماماً واختاره ابن عبد البر ويجري ذلك في رواية العشر الأواخر وقيل لا قطعاً لأن المعبر عنها بالعشر الأواخر وقيامها هو العشر الأواخر‏.‏

- ‏(‏مالك‏)‏ في الموطأ ‏(‏م د عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب‏.‏

3249 - ‏(‏تحروا ليلة القدر فمن كان متحريها‏)‏ أي مجتهداً في طلبها منكم لينال فضلها ‏(‏فليتحرها ليلة سبع وعشرين‏)‏ أي فإن كونها ليلتها أقرب من كونها غيرها وبهذا أخذ أكثر أهل الصوفية قالوا‏:‏ لا سيما إن وافقت ليلة جمعة‏.‏

- ‏(‏حم عن ابن ‏[‏ص 232‏]‏ عمر‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ رجاله رجال الصحيح‏.‏

3250 - ‏(‏تحروا ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين‏)‏ من رمضان حاول جمع الجمع بينه وبين ما قبله بأنها تنتقل لكن مذهب الشافعي لزومها ليلة معينة وأجمع من يعتد به على وجودها وبقائها ما بقيت الدنيا‏.‏

- ‏(‏طب عن عبد اللّه بن أنيس‏)‏ مصغر أنس الأنصاري قال الهيثمي‏:‏ سنده جيد‏.‏

3251 - ‏(‏تحروا الدعاء عند فيء الأفياء‏)‏ أي عند الزوال كذا في نسخ الكتاب والذي وقفت عليه في نسخ الحلية تحروا الدعاء في الفيافي وظاهر صنيع المصنف أن هذا هو الحديث بكماله والأمر بخلافه بل تمامه عند أبي نعيم وثلاثة لا يرد دعاؤهم عند النداء للصلاة وعند الصف في سبيل اللّه وعند نزول القطر‏.‏

- ‏(‏حل عن سهيل بن سعد‏)‏ الساعدي‏.‏

3252 - ‏(‏تحروا الصدق‏)‏ أي قوله والعمل به ‏(‏وإن رأيتم أن فيه الهلكة‏)‏ في ظاهر الأمر ‏(‏فإن فيه النجاة‏)‏ في باطن الأمر باعتبار العاقبة والكذب بخلاف ذلك ومن ثم قال الحكماء‏:‏ الصدق ينجيك وإن خفته والكذب يرديك وإن أمنته وقال الجاحظ‏:‏ الصدق والوفاء توأمان والصبر والحلم توأمان فهن تمام كل دين وصلاح كل دنيا وأضدادهن سبب كل فرقة وأصل كل فساد قال الماوردي‏:‏ وقد يظن بعض الناس أن في الكذب اجتلاب النفع واستدفاء الضر فيرى أن الكذب أسلم وأغنم فرخص لنفسه فيه اغتراراً بالخدع واستشفاقاً للطمع وربما كان الكذب أبعد لما يؤمن وأقرب لما يخاف لأن القبيح لا يكون حسناً والشر لا يكون خيراً وهل يجنى من الشوك العنب ومن الكرم الحنظل‏.‏

- ‏(‏ابن أبي الدنيا‏)‏ أبو بكر القرشي ‏(‏في الصمت‏)‏ أي في كتاب فضل الصمت ‏(‏عن منصور بن المعتمر‏)‏ بن عبد اللّه السلمي أبو غياث بمثلثة ثقيلة ثم موحدة ثقة ثبت من طبقة الأعمش ‏(‏مرسلاً‏)‏ قال المنذري‏:‏ رواه هكذا معضلاً ورواته ثقات انتهى ومنصور كان من أئمة الكوفة قال‏:‏ ما كتبت حديثاً قط ومناقبه جمة‏.‏

3253 - ‏(‏تحروا الصدق وإن رأيتم فيه الهلكة‏)‏ ظاهراً ‏(‏فإن فيه النجاة‏)‏ باطناً وآخراً ‏(‏واجتنبوا الكذب وإن رأيتم فيه النجاة فإن فيه الهلكة‏)‏ ولهذا قال بعض الحكماء‏:‏ ليكن مرجعك إلى الحق ومفزعك إلى الصدق فالحق أقوى معين والصدق أفضل قرين ومحل هذا وما قبله ما إذا لم يترتب على الصدق وقوع محذور أو على الكذب مصلحة ظاهرة محققة وإلا ساغ الكذب بل قد يجب‏.‏

- ‏(‏هناد عن مجمع‏)‏ بضم أوله وفتح الجيم وشد الميم مكسورة ‏(‏بن يحيى‏)‏ بن يزيد ‏(‏مرسلاً‏)‏ هو الأنصاري الكوفي قال الذهبي‏:‏ ثقة وفي التقريب صدوق‏.‏

3254 - ‏(‏تحريك الأصابع‏)‏ وفي رواية الأصبع ‏(‏في الصلاة‏)‏ يعني في التشهد ‏(‏مذعرة‏)‏ أي مخوفة والذعر الخوف ‏(‏للشيطان‏)‏ أي أنه يفرق منه فيتباعد عن المصلي لذلك فعلى هذا فتحريك المصلي أصبعه فيه سنة وإليه ذهب جمع شافعية فسنوا تحريك السبابة لكن المصحح عندهم أنه لا يحركها بل يقتصر على رفعها عند قوله إلا اللّه‏.‏

- ‏(‏هق ه‏)‏ وكذا الديلمي عن ‏[‏ص 233‏]‏ ‏(‏ابن عمر‏)‏ بن الخطاب ثم قال‏:‏ أعني البيهقي تفرد به الواقدي وليس بالقوي وقال الذهبي في المهذب‏:‏ بل مجمع على تركه وقال في موضع آخر‏:‏ هالك وفي الميزان عن ابن المديني يضع الحديث ثم أورد له أخباراً هذا منها‏.‏

3255 - ‏(‏تحفة الصائم‏)‏ بضم التاء وسكون الحاء وقد تفتح أصله وحفة أبدلت الواو تاء ‏(‏الدهن والمجمر‏)‏ يعني طرفته التي تذهب عنه مشقة الصوم وشدته وأصل التحفة طرفة الفاكهة ثم استعمل في غير الفاكهة من الألطاف ذكره ابن الأثير‏.‏

- ‏(‏ت هب‏)‏ من حديث سعد بن طريف عن عمير بن مأمون ‏(‏عن الحسن بن علي‏)‏ أمير المؤمنين قال الديلمي‏:‏ وسعد وعمير ضعيفان وقال ابن الجوزي‏:‏ لا يعرف إلا من حديث سعد وقد قال يحيى‏:‏ لا تحل الرواية عنه وقال ابن حبان‏:‏ يضع الحديث انتهى وقال الذهبي‏:‏ تركه واتهمه ابن حبان‏.‏

3256 - ‏(‏تحفة الصائم الزائر‏)‏ أخاه المسلم حال صومه ‏(‏أن تُغَلَّفَ -‏"‏تغلف لحيته‏"‏‏:‏ تلطخها بكثرة، وذلك بالطيب‏.‏ دار الحديث- لحيته ويُذَرَّر- ‏"‏يذرر‏"‏‏:‏ يُطَيَّب بنوع طيب، أو يكحل بنوع كحل، ففي حديث عائشة ‏"‏طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه بذريرة‏"‏، وهو نوع من الطيب‏.‏ وفي حديث آخر ‏"‏تكتحل المحد بالذرور‏"‏، وهو ما يذر في العين من الدواء اليابس‏.‏ من ‏"‏النهاية‏"‏ لابن الأثير، بتصرف يسير‏.‏ وفي لسان العرب ‏"‏ذر الشيء، يذره‏"‏‏:‏ أخذه بأطراف أصابعه ثم نثره على الشيء‏.‏ دار الحديث- وتُجَمَّر ثيابه-‏"‏تجمر ثيابه‏"‏‏:‏ تُطَيّب بالبخور‏.‏ دار الحديث- وتحفة المرأة الصائمة الزائرة‏)‏ لنحو أهلها أو بعلها أو أخوتها ‏(‏أن تمشط‏)‏ ببنائه للمفعول وكذا ما بعده ‏(‏رأسها وتجمر ثيابها وتذرر‏)‏ أي أن ذلك يذهب عنها مشقة الصوم، وهل المراد أن ذلك يفعل بدل الضيافة أو أنه يضاف إلى الضيافة عند الغروب‏؟‏ فيه احتمالان‏.‏

- ‏(‏هب‏)‏ من رواية سعد بن طريف المذكور عن عمير المزبور ‏(‏عنه‏)‏ أي الحسن ثم قال أعني البيهقي عقبه وسعد غيره أوثق منه‏.‏

3257 - ‏(‏تحفة المؤمن‏)‏ زاد الديلمي في روايته في الدنيا والتحفة ما يتحف به المؤمن من العطية مبالغة في بره وألطافه ‏(‏الموت‏)‏ لأن الدنيا محنته وسجنه وبلاؤه إذ لا يزال فيه في عناء من مقاساة نفسه ورياضة شهواته ومدافعة شيطانه والموت إطلاق له من هذا العذاب وسبب لحياته الأبدية وسعادته السرمدية ونيله للدرجات العلية فهو تحفة في حقه وهو وإن كان فناءاً واضمحلالاً ظاهراً لكنه بالحقيقة ولادة ثانية ونقله من دار الفناء إلى دار البقاء ولو لم يكن الموت لم تكن الجنة ولهذا منّ اللّه علينا بالموت فقال‏:‏ ‏{‏خلق الموت والحياة‏}‏ قدم الموت على الحياة تنبيهاً منه على أنه يتوصل منه إلى الحياة الحقيقية وعدّه علينا من الآلآء في قوله ‏{‏كل من عليها فان‏}‏ ونبه بقوله ‏{‏ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك اللّه أحسن الخالقين ثم إنكم بعد ذلك لميتون ثم إنكم يوم القيامة تبعثون‏}‏ على أن هذه التغيرات لخلق أحسن فنقض هذه البينة لإعادتها على وجه أشرف قال أبو داود‏:‏ ما من مؤمن إلا والموت خير له فمن لم يصدق فإن اللّه يقول‏:‏ ‏{‏وما عند اللّه خير للأبرار‏}‏ وقال حبان بن الأسود‏:‏ والموت جسر يوصل الحبيب إلى الحبيب والمؤمن كريم على ربه فإذا قدم عليه أتحفه ولقاه روحاً وريحاناً وأمر له في قبره بكسوة ورياحين وبرد مضجعه وآنسه بملائكة كرام إلى أن يلقاه وقال الإمام الرازي‏:‏ الموت سبب لخلاص الروح عن رحمة البدن والاتصال بحضرة اللّه ورحمته فكيف يعد من المكاره‏؟‏ ومن ثم تمناه كثير وتمنى آخرون طول البقاء لإقامة الدين وإكثار العمل الصالح الرافع للدرجات المذهب للخطيئات وفرقة ثالثة لم تختر شيئاً بل اختارت ما اختار الحق لها ومنهم الصديق قيل له في مرضه ألا ندعو لك طبيباً قال‏:‏ قد رآني قال‏:‏ فما قال‏؟‏ قال‏:‏ قال أنا الفعال لما أريد‏.‏